السلام عليكم, لقد ضاقت بي الارض بما رحبت كما يقال, فانا اواجه مشكلة عصيبة مع ابنتي, انا امينة,لكن لا احمل من الامانوالراحة سوى الاسم, سيدة مطلقة, لدي بنت وحيدة, ابلغ من العمر
38 سنة واعيش في ايطاليا. قبل20 سنة مضت, كنت شابة يملاها النشاط والحيوية, صحيح انني لم استطع اتمام دراستي, لكني كنت امضي معظم الوقت في المنزل رفقة والدي واخوتي, وككل شابة كنت احلم من حين لاخر بذلك الزوج الحنون الودود الذي سابني بصحبته اسرة مترابطة ومتماسكة, حل ذلك اليوم وجاء
لخطبتي شاب يقيم في الديار الايطالية, كان يبدو انسانا مناسبا من جميع النواحي, تم الزفاف وبعد مدة التحقت به, بعد بضعة اشهر من وصولي بدات تتجلى لي اشياء لم اكن استوعبها, فتارة يكون رومنسيا حنونا, وتارة يصبح شرسا قاسيا, شيئا فشيئا علمت انه كان يحتسي الخمر ويتناول المخدرات, كان في البداية يقوم بكل ذلك في السر وخارج المنزل, ثم اصبح يقوم بكل ما يقوم به علنا داخل المنزل, كنت حينها حاملا, وحاولت بكل ما اوتيت من قوة ان اعالج الامر واتناقش معه لاقنعه بضرورة التخلي عن كل ذلك لاننا ننتظر مولودا يحتاج الى التربية والرعاية ومن اجل استقرار عائلتنا والحفاظ على صحتها النفسية, لكن كل نصائحي كانت تذهب سدى, بل كان في كثير من الاحيان يعنفني لفظيا وجسديا, كثير منكم سوف يتساءل كيف سمحت له بفعل ذلك فانا في بلد لا يسمح فيه للرجل باضطهاد المراة واحتقارها, ومكالمة هاتفية مني كانت ستؤدي الى عقابه عقابا شديدا, انتم على حق, لكني كنت انظر الى الامر من زاوية اخرى: فهو زوجي, وابو ابني او ابنتي القادمة وقبل كل هذا وذاك كنت لا اريد ان اتعرض للوم في المستقبل من طرف ابني او ابنتي بسبب اني ارسلت ابوهم الى السجن في يوم من الايام, لذلك كنت اجبر نفسي علىالتحمل, واقول ربما بقليل من الصبر والاصرار سوف يتغير الوضع.
مرت الشهور ووضعت ابنتي, كانت تلك الفترة عصيبة جدا, كانت احاسيسي ومشاعري مزيج من الحزن والاكتئاب والندم على الارتباط به, احاسيس قادتني في الاخير الى كرهه والى طلبي من الله تعالى في كل صلاة ان يقتص وينتقم لي منه. مرت الاسابيع والشهور, واذا بيوم من الايام يتم القبض عليه من طرف الشرطة بسبب ترويجه للمخدرات, وبعد ان حوكم بعقوبة سجنية تم ترحيله الى المغرب وطرده من ايطاليا, حينها اختلطت المشاعر داخلي, كانت مزيجا من الفرحة لان الله انتقم لي منه اشد انتقام, ومن الحزن لاني وجدت نفسي وحيدة في بلاد الغربة مع ابنة في حاجة الى من يرعاها ماديا ومعنويا, ولم يسعني في تلك اللحظة الا ان اتوكل على الله تعالى وان اشمر عن ساعدي واستعد للعمل الجاد المتواصل حتى اضمن لابنتي ولنفسي حياة مستقرة. وبالفعل مرت السنين وكنت لها الام والاب والصديقة والاخت, وكانت الحياة بالنسبة لي, لم افكر يوما في الزواج مرة اخرى حتى لا يكون لابنتي زوج ام, وحتى لا يشارك انسان اخر حبي لها. تبلغ الان ابنتي 15 سنة, لكني بدات افقد السيطرة عليها, بل فقدتها فعليا, كما قلت لكم , كنت اعمل طوال الوقت حتى استطيع توفير حياة كريمة لكليناو لكن عملي لم يمنعني من مراقبتها و من تمضية بعض الوقت معا, نقوم ببعض الرحلات والسفريات عندما يمكن ذلك, كنت اظنها قريبة مني , لكني اكتشفت مؤخرا كوارث عديدة, كارثة تلو الاخرى: اكتشفت انها تدخن السجائر, وانها على علاقة باحد الشبان, وانها فقدت عذريتها وفي كل مصيبة اكتشفها اتمنى لو كان بامكاني ضربها حتى تفقد وعيها لكني اتمالك نفسي خشية ان تاخذها السلطات مني وافقدها, ثم ابدا في مناقشتها وتوعيتها واسداء النصائح لها, منذ ان كانت صغيرة وانا احاول ان ازرع فيها مكارم الاخلاق, وحب التشبت بالعفة والشرف, واردد على مسامعها وجوب التسلح بالعلم والتحصيل الدراسي وبالتالي الاستقلال المادي والمعنوي, حتى تكون فخورة بنفسها , حتى لا يذهب تعبي وكل ما اقوم به سدى , حتى لا يكون مصيرها مثلي, وحتى لا ينتهي بها المطاف في العمل باحدى الوظائف الشاقة المتعبة, لكني اكتشفت انها لم تكن تصغي الي, ولم تكن تعيرني ادنى اهتمام, ولم تكن تقدر تعبي, ولم تراف ابدا بحالي, بل يمكن القول انها لم تحترمني. ما زاد الطين بلة هو ان ابنتي غادرت المنزل البارحة, لا اعرف الى اين, السبب هو اني لم اتركها تذهب الى المرقص رفقة بعض اصدقاء السوء, بحثت عنها طيلة يوم البارحة ولم اجدها, سالت عنها كل اصدقائها واخبرت الشرطة كذلك, لكن دون جدوى, ها انا الان في المنزل لوحدي بعد ان انهكني التعب وسدت جميع الابواب في وجهي انتظر ان تطرق الباب وترجع الى احضاني, او ان يرن احد على هاتفي ويخبرني بمكانها,قرات بعض السور من القران الكريم, وصليت بعض الركعات متضرعة الى الله سبحانه راجية منه تعالى ان ينعم علي بالصبر وبالفرج, بعد ذلك بدات في كتابة هذه السطورلعلي اجد من ينصحني, ولعل احد منكم مر بنفس التجربة مع احد ابنائه او بناته ووجد الحل للخروج من هذه المعضلة.