السلام عليكم, انا خالد, شاب في الثلاثينات من العمر, هادئ, خلوق وذو تعليم متوسط, اخاف الله تعالى واستحضره في جميع تفاصيل حياتي اليومية, لا اقول اني انسان مثالي ولكن أحاول أن أنال رضى الله سبحانه أولا, ثم رضى والدي وكذلك ضميري في كل ما أفعله, جئت إلى إيطاليا منذ أزيد من 10 سنوات, ساعدني والدي في الحصول على عقد عمل في مجال الفلاحة, وهو المجال الذي أتقنه وأستمتع بالعمل فيه, لذلك تأقلمت سريعا عند وصولي إلى هذا البلد رغم الصعوبات.
قصتي بدأت عندما ذهبت في إحدى العطل لزيارة أسرتي بالمغرب, وصادفت حينها زفاف أحد أبناء عمي حيث رأيت فتاة جميلة أنيقة أثارت انتباهي حينها, سألت عنها وعن أسرتها بعد أن فاتحت والدي في الموضوع, كانت

قريبة زوجة أحد أبناء عمي, ذات تعليم متوسط, وتنحدر من المدينة{ بينما انا كانت أصولي من البادية}, ذهبنا لخطبتها, وبعد مدة قصيرة أجابونا بالقبول, قمنا بما يجب القيام به من تقاليد وأعراف, وتم عقد القران, واتفقنا كذلك على الاحتفال بالزفاف عندما أرجع في المرة المقبلة بعد أن أكون قد حصلت على الوثائق اللازمة التي تمكنها من الذهاب معي إلى إيطاليا, بعد حوالي سنة, عدت لأخذها معي, وفعلا عدنا سويا إلى إيطاليا بعد أن احتفلنا بزفافنا احتفالا رائعا رفقة الأهل والأصدقاء.
بعد وصولنا إلى إيطاليا بدأ عليها التذمر والانزعاج من المنطقة التي كنت أسكن بها, كانت بعيدة شيئا ما عن المدينة, لكن المنزل الذي كنا نقطن به كان منزلا ملائما يتوفر على كل مستلزمات الحياة العصرية اليومية, كنت أتوفر كذلك على سيارة تمكننا من التنقل والتسوق, لكن زوجتي كانت دائمة الشكوى, لأنها كانت مقتنعة أن العيش وسط المدينة هو الأفضل, فبالاحرى في إيطاليا,كانت تردد على مسامعي دائما وتؤكد أنها قبلت الزواج بي ليس لشئ إلا لأني أعيش في الخارج, في كثير من الفرص قبل مجيئها أوضحت لها طبيعة عملي وسكني وظروفي, كنت واضحا إلى أقصى حد, ولم تبد انزعاجها انذاك أبدا, لكنها عندما وصلت إلى هنا لم تكف أبدا عن التذمر, حتى بدأ هذا الموضوع يقلق راحتنا  ويعكر صفونا, حاولت كثيرا مناقشتها والوصول إلى حل وسط يرضي جميع الأطراف, كأن نتحلى بالصبر مثلا ألى ان نجد منزلا  في إحدى المدن القريبة حتى لا أفقد عملي,  فمن جهة أرضيها ونسكن بالمدينة, ومن جهة أخرى يبقى عملي قريبا مني و بالتالي أتمكن من الذهاب للعمل في الصباح والعودة في المساء, لكنها لم ترض بهذا الحل, فقد فاجأتني برغبتها الملحة في تغيير عملي والبحث عن عمل اخر, لأنني أعود كل يوم بملابس جد متسخة, ولأنها تخجل من كوني فلاحا بسيطا يزاول هذا العمل الشاق رغم أن راتبي كان راتبا  لا بأس به, فهي كانت تريدني أن أحصل على عمل اخر يمكن أن تتباهى به بين صديقاتها وبنات عائلتها, أجبتها مرارا وتكرارا أنه كان الأجدر بها أن تتزوج شخصا يتسم بجميع المواصفات التي تريدها منذ البداية, لا أن تتزوج بي ثم تحاول تغييري, لكن دإن جدوى حيث كانت تتهمني بالخمول وعدم الرغبة في تحسين وضعيتي والتطلع الى الأحسن.
لم يستطع كل منا إقناع الاخر بوجهة نظره, لذلك بقي الحال على ما هو عليه إلى أن رجعنا في إحدى العطل إلى المغرب, قضينا خلالها وقتا ممتعا, وفي الأيام الأخيرة طلبت مني  زوجتي الذهاب الى منزل والديها لقضاء مزيدا من الوقت معهما, قبلت طبعا, وبقيت بدوري رفقة والدي وإخوتي على أساس أن أذهب لإحضارها قبل يوم أو يومين من سفرنا, لكن فوجئت عند ذهابي إلى منزلهم لأصطحابها برفضها العودة معي بحجة البقاء مزيدا من الوقت مع والديها لأنها ما زالت مشتاقة إليهم خصوصا وأنها المرة الأولى لعودتها بعد زواجنا, تفهمت الأمر ولم أرفض, فأنا أعرف جيدا ذلك الشعور الذي يجتاح المهاجر عندما يكون على وشك مغادرة أسرته ووطنه نحو بلاد المهجر, يكون عبارة عن مزيج من الألم والحزن والحسرة التي تعتصر قلبه وتشغل تفكيره, وأوصيتها كذلك بالاستمتاع بهذه الفترة واستغلالها ما أمكن.
على كل حال رجعت وحيدا إلى إيطاليا في انتظار أن تلتحق بي زوجتي, مر على هذا الحال قرابة أسبوع, وكنت من حين لاخر أتصل بها للاطمئنان عليها وعلى أحوالها, إلى أن أتى ذلك اليوم الذي اتصلت فيه بها كالعادة, لكنها لم تجب, حاولت مرارا وتكرارا طيلة اليوم, وفي أوقات مختلفة, لعلها ذهبت إلى الحمام الشعبي, أو خرجت رفقة أمها او إحدى أخواتها, أو لعل الهاتف غير مشحون او......لكن بدون جدوى, في اليوم الموالي, اتصلت بوالدها فإذا به يخبرني أن زوجتي قد رجعت إلى إيطاليا, وذهبت إلى إحدى صديقاتها, لم أفهم الموضوع, ولم أستوعبه, عندما سألته عن السبب انقطع الاتصال ولم يجبني, حاولت الاتصال مجددا عدة مرات لكني لم أفلح في ذلك, بعد إجراء  عدة اتصالات مع أفراد العائلة اتضح أن زوجتي العزيزة لم تعد تريد العيش معي أانها لم تكن تفتخر بي ولم تكن راضية عن شخصي وعن حياتي وكل ما يتعلق بي, استنتجت بعد تفكير عميق أنها تزوجت بي لمجرد الوصول الى أوروبا, وهذه هي الميزة الوحيدة والنقطة اإايجابية التي دفعتها للارتباط بي, بعبارة أخرى كنت القنطرة التي  ساعدتها على الوصول الى إيطاليا وعيش الحياة التي  ربما كانت تحلم بها, لم تكتف بهذا, بل رفعت قضية الطلاق هنا بإيطاليا, وكما يعلم الجميع أن اأاحكام قاسية نوعا ما في هذا البلد, لذلك رجعت الى المغرب ورفعت القضية هناك خصوصا وأننا تزوجنا هناك . لكي لا أطيل عليكم, تم الطلاق وحصلت هي على جميع مستحقاتها القانونية, وأنا الان حر ولم أتزوج مجددا ليس لشئ الا لأني لم أجد بعد تلك الانسانة 

No comments